جوزيه والقفز من السفينة الغارقة
الثلاثاء مايو 12, 2009 4:28 pm
:بسم الله الرحم
جاء قرار رحيل البرتغالي مانويل جوزيه عن تدريب الأهلي وتولي المنتخب الأنجولي بمثابة تحطيم للتمثال العاجي الذي بناه الأهلوية لهذا الرجل ووضعوه في مكانة ومرتبة تفوق اسمه وإمكانياته الفنية.
وأنا هنا لست بصدد التقليل من شأن جوزيه أو "التقطيع" فيه بسبب تراجع نتائج الأهلي تحت قيادته في الفترة الأخيرة من باب "إذا وقع العجل .. تكثر سكاكينه"، فجوزيه مدرب جيد جدا وله وزن ودور كبير في إنجازات الأهلي في السنوات السابقة لا يمكن لأحد انكاره.
ولكني أود التحدث عن المكانة التي وضعها جوزيه لنفسه، ووضعته فيها جماهير الأهلي، ونصبته كإله أو قديس لا يمكن لأحد أن ينتقده أو يختلف معه أو يقلل من شأنه.
فجوزيه "العالمي" أخذ يضحك على الجماهير الحمراء وعلى الإعلام المصري على مدار سنوات وسنوات، بأنه مرتبط بعقد رسمي وبكلمة شرف وأنه لن يرحل عن تدريب الفريق إلا بنهاية عقده وهو ما لم يفعله جوزيه "وقت الجد".
وأكد جوزيه مرارا وتكرارا أنه لن يرحل عن تدريب الأهلي إلا لتدريب المنتخب البرتغالي أو اعتزال التدريب نهائيا، وصدقته جماهير الأهلي و"مشيت وراه"، وها هو جوزيه يرحل لتدريب منتخب أنجولا المتواضع والذي لم يتأهل للمرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم وكأس الأمم، ولولا أن البطولة الإفريقية المقبلة ستقام على أرضه لما تواجد فيها.
وأؤكد أن جوزيه لم يكن مرشحا يوما لتدريب المنتخب البرتغالي من أي جهة رسمية في البرتغال، وكل الترشيحات التي كانت تثار عنه كانت من بعض الصحف والمجلات البرتغالية وهي أراء شخصية لنقاد برتغاليين وليست ترشيحات رسمية، ولكن الإعلام المصري قام بتضخيمها بصورة غريبة.
جوزيه الذي رفض مرارا وتكرارا عروضا من أندية خليجية بملايين الدولارات لم يرفضها حبا في الأهلي أو جماهيره مثلما أكد للجميع ومثلما صدقه الجميع.
ولكنه رفضها لأن الأهلي كان مستقرا ويضم لاعبين أكفاء يضمنون لمدربهم أن ينال معظم البطولات التي يشارك فيها بأقل مجهود، وكان جوزيه لا يضمن نفس النجاح عند انتقاله لتدريب أي نادي خليجي وكان يخشى على اسمه وسمعته أن تتحطم في حال فشل، خاصة وأنه يعلم أن الأندية الخليجية لا تصبر على مدرب مثلما تفعل إدارة الأهلي وتقيله عند أول فشل.
وها هو جوزيه عندما، وجد أن الأهلي بدأ مرحلة الانهيار وأن معدل أعمار لاعبي الفريق زاد ومستواهم الفني والبدني انخفض، قرر أن يترك الفريق منهارا ويقفز من المركب قبل أن تغرق به ويبحث عن مركب أخر ينجو فيها.
وعندما وجد جوزيه عرضا ماديا جيدا من منتخب أنجولا بالإضافة إلى إمكانات مادية وبشرية ودعم سياسي كبير لأن البطولة المقبلة ستقام هناك قرر فورا الرحيل بحثا عن فرصة أفضل.
وما استفزني حقيقة ودفعني لكتابة هذه المقالة هو أنني تذكرت كم التعليقات الساخرة التي جاءت على الخبر الذي نشره موقع يوم إبريل الماضي أي منذ أقل من شهر والذي كان تحت عنوان"الاتحاد الانجولى يسعى للتعاقد مع جوزيه او سكولارى لتدريب المنتخب"، واستهزأت العديد من الردود بالخبر وقالت إنه من المستحيل أن يحدث لأن جوزيه أكبر بكثير من تدريب أنجولا.
خلاصة الموضوع:
لا أستطيع أنا أو أي شخص التقليل من إمكانيات جوزيه الفنية، ولكن إمكانيات الأهلي المادية، واستقرار مجلس إدارته، والإمكانات الفنية للاعبي الفريق، كان لها الدور الأكبر في إنجازات الأهلي وليس عبقرية جوزيه فقط، كما يجب وضع جوزيه في مكانته الحقيقية بدلا من جعله إله لا يخطىء، وسنتابع مسيرته المقبلة مع أنجولا لمعرفة مستواه الحقيقي.
نقطتان أخيرتان:
* بطولة الدوري أصبحت هامة جدا للأهلي ولجماهيره ولمانويل جوزيه، فإما أن يترك أثرا طيبا قبل رحيله ببطولة الدوري الخامسة على التوالي، وإما أن يفسد ويحطم كل ما حققه في السنوات السابقة بخسارة كافة البطولات المحلية والإفريقية في موسم واحد هو موسم الوداع.
* أتمنى أن يلتقي منتخب مصر مع نظيره الأنجولي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010.
وأنا هنا لست بصدد التقليل من شأن جوزيه أو "التقطيع" فيه بسبب تراجع نتائج الأهلي تحت قيادته في الفترة الأخيرة من باب "إذا وقع العجل .. تكثر سكاكينه"، فجوزيه مدرب جيد جدا وله وزن ودور كبير في إنجازات الأهلي في السنوات السابقة لا يمكن لأحد انكاره.
ولكني أود التحدث عن المكانة التي وضعها جوزيه لنفسه، ووضعته فيها جماهير الأهلي، ونصبته كإله أو قديس لا يمكن لأحد أن ينتقده أو يختلف معه أو يقلل من شأنه.
فجوزيه "العالمي" أخذ يضحك على الجماهير الحمراء وعلى الإعلام المصري على مدار سنوات وسنوات، بأنه مرتبط بعقد رسمي وبكلمة شرف وأنه لن يرحل عن تدريب الفريق إلا بنهاية عقده وهو ما لم يفعله جوزيه "وقت الجد".
وأكد جوزيه مرارا وتكرارا أنه لن يرحل عن تدريب الأهلي إلا لتدريب المنتخب البرتغالي أو اعتزال التدريب نهائيا، وصدقته جماهير الأهلي و"مشيت وراه"، وها هو جوزيه يرحل لتدريب منتخب أنجولا المتواضع والذي لم يتأهل للمرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم وكأس الأمم، ولولا أن البطولة الإفريقية المقبلة ستقام على أرضه لما تواجد فيها.
وأؤكد أن جوزيه لم يكن مرشحا يوما لتدريب المنتخب البرتغالي من أي جهة رسمية في البرتغال، وكل الترشيحات التي كانت تثار عنه كانت من بعض الصحف والمجلات البرتغالية وهي أراء شخصية لنقاد برتغاليين وليست ترشيحات رسمية، ولكن الإعلام المصري قام بتضخيمها بصورة غريبة.
جوزيه الذي رفض مرارا وتكرارا عروضا من أندية خليجية بملايين الدولارات لم يرفضها حبا في الأهلي أو جماهيره مثلما أكد للجميع ومثلما صدقه الجميع.
ولكنه رفضها لأن الأهلي كان مستقرا ويضم لاعبين أكفاء يضمنون لمدربهم أن ينال معظم البطولات التي يشارك فيها بأقل مجهود، وكان جوزيه لا يضمن نفس النجاح عند انتقاله لتدريب أي نادي خليجي وكان يخشى على اسمه وسمعته أن تتحطم في حال فشل، خاصة وأنه يعلم أن الأندية الخليجية لا تصبر على مدرب مثلما تفعل إدارة الأهلي وتقيله عند أول فشل.
وها هو جوزيه عندما، وجد أن الأهلي بدأ مرحلة الانهيار وأن معدل أعمار لاعبي الفريق زاد ومستواهم الفني والبدني انخفض، قرر أن يترك الفريق منهارا ويقفز من المركب قبل أن تغرق به ويبحث عن مركب أخر ينجو فيها.
وعندما وجد جوزيه عرضا ماديا جيدا من منتخب أنجولا بالإضافة إلى إمكانات مادية وبشرية ودعم سياسي كبير لأن البطولة المقبلة ستقام هناك قرر فورا الرحيل بحثا عن فرصة أفضل.
وما استفزني حقيقة ودفعني لكتابة هذه المقالة هو أنني تذكرت كم التعليقات الساخرة التي جاءت على الخبر الذي نشره موقع يوم إبريل الماضي أي منذ أقل من شهر والذي كان تحت عنوان"الاتحاد الانجولى يسعى للتعاقد مع جوزيه او سكولارى لتدريب المنتخب"، واستهزأت العديد من الردود بالخبر وقالت إنه من المستحيل أن يحدث لأن جوزيه أكبر بكثير من تدريب أنجولا.
خلاصة الموضوع:
لا أستطيع أنا أو أي شخص التقليل من إمكانيات جوزيه الفنية، ولكن إمكانيات الأهلي المادية، واستقرار مجلس إدارته، والإمكانات الفنية للاعبي الفريق، كان لها الدور الأكبر في إنجازات الأهلي وليس عبقرية جوزيه فقط، كما يجب وضع جوزيه في مكانته الحقيقية بدلا من جعله إله لا يخطىء، وسنتابع مسيرته المقبلة مع أنجولا لمعرفة مستواه الحقيقي.
نقطتان أخيرتان:
* بطولة الدوري أصبحت هامة جدا للأهلي ولجماهيره ولمانويل جوزيه، فإما أن يترك أثرا طيبا قبل رحيله ببطولة الدوري الخامسة على التوالي، وإما أن يفسد ويحطم كل ما حققه في السنوات السابقة بخسارة كافة البطولات المحلية والإفريقية في موسم واحد هو موسم الوداع.
* أتمنى أن يلتقي منتخب مصر مع نظيره الأنجولي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى