الجزائر تعتقل بعض المتورطين في شغب الخرطوم بناء على طلب مصر
السبت نوفمبر 21, 2009 10:45 pm
قال مصدر دبلوماسى مصرى فى الجزائر إن السفير المصرى، الذى
استدعته مصر للتشاور، لم يغادر العاصمة الجزائرية إلى القاهرة حتى ظهر
أمس، وإنه قد لا يقوم بذلك قبل اليوم السبت. وأضاف المصدر، الذى طلب عدم
نشر اسمه، أن السلطات الجزائرية استجابت لمطلب مصرى بالقبض على بعض
الأفراد المشتبه فى تورطهم فى أحداث الشعب والاعتداءات على مشجعى المنتخب
الوطنى فى الخرطوم. «السلطات الجزائرية أبلغتنا بأنها ألقت القبض عليهم
بالفعل وأنه سيتم التحقيق معهم عبر القنوات القانونية هناك»، على حد
تعبيره.
وتلقى وزير الخارجية أحمد أبوالغيط اتصالا من وزير
خارجية الجزائر مراد مدلسى. وقال المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية السفير
حسام زكى بأن أبوالغيط أعرب عن رفض مصر التام للاعتداءات التى وقعت ضد
الجماهير المصرية فى الخرطوم وأكد لشقيقه الجزائرى أن مصر لا يمكن أن تسمح
بتعرض المصالح الجزائرية على الأرض المصرية أو المواطنين الجزائريين لأى
اعتداءات، وذلك فى معرض إثارة الوزير الجزائرى لمسألة مظاهر الغضب التى
أبداها بعض المصريين فى المنطقة المحيطة بالسفارة الجزائرية فى القاهرة.
وتوقع
مسئول سياسى رفيع المستوى أن يؤكد الرئيس مبارك، فى خطابه الذى يلقيه
اليوم فى افتتاح الدورة البرلمانية، «على حرصه على اسم مصر وسمعتها، وعلى
مسئوليته فى الذود عن كل مصرى ومصرية»، وأنه سيؤكد أيضا على «أنه أمضى
حياته مدافعا عن هذا الوطن، ولا يقبل أن ينال منه شىء أبدا».
ومنذ
الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة أحاطت أكثر من 90 عربة أمن مركزى
بالشوارع المحيطة بسفارة الجزائر بالزمالك بوسط القاهرة، بينما منعت قوات
الأمن الجماهير من التجمع فى شارع 26 يوليو وشارع البرازيل والشوارع
المحيطة بالسفارة.
كما تظاهر أمس المئات من المشجعين المصريين فى
ميدان طلعت حرب، احتجاجا على الاعتداءات التى وقعت للجمهور المصرى فى
السودان، أثناء المباره الفاصلة بين منتخبى مصر والجزائر، تجمع المتظاهرون
فى ميدان طلعت حرب، وأحاطت قوات الأمن بهم، وحدثت مشاجرات بين الجماهير
وقوات الشرطة التى حاولت اعتقال بعضهم، ولكنها تركتهم بعد هتافات المحتجين
«سيبه .. سيبه»، وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بعد اندلاعها بنصف
ساعة. من ناحية أخرى، نظم عشرات الشباب وقفة احتجاجية أمام مسجد مصطفى
محمود عقب أدائهم صلاة الجمعة أمس.
ورفع المتظاهرون الشباب الذين
لا ينتمون لأى جماعة سياسية، علم مصر، مرددين هتافات من بينها «ولا جزائر
ولاغيره مصر مصر تحيا مصر». وفرضت الأجهزة الأمنية، التى انتشرت بكثافة فى
المنطقة المحيطة بالمسجد، طوقا حول المتظاهرين، وأجبروهم على فض تظاهرتهم
بعد بدءها بـ15 دقيقة فقط،.
كان قرابة 7 آلاف مواطن قد تجمعوا ليلة
أمس الأول أمام سفارة الجزائر وهددوا بإحراقها مطالبين بإنزال علم دولة
الجزائر عن المبنى فورا وطرد السفير الجزائرى عقب اعتداءات المشجعين
الجزائريين على المصريين بالسودان عقب خسارة المنتخب المصرى أمام نظيره
الجزائرى الأربعاء الماضى.
وأصيب فى المواجهات التى حدثت بين
الجماهير الغاضبة وقوات الأمن أمس أكثر من 200 مواطن و50 رجل أمن «ضباطا
وجنودا»، وحالت قوات الأمن، التى بلغ قوامها 3 آلاف جندى و60 ضابطا وعددا
من قوات منع الشغب، دون وصول أى من الجماهير إلى مبنى سفارة الجزائر
الواقع فى شارع حسن صبرى بالزمالك.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا
قالت فيه إن أجهزة الأمن المصرية سمحت للمواطنين المصريين الغاضبين
بالتوجه لمقر السفارة الجزائرية بمنطقة الزمالك رافعين الأعلام المصرية
«بأسلوب متحضر وملتزم إعرابا عن غضبهم واستنكارهم للأحداث المؤسفة التى
أقدم عليها عدد من مشجعى فريق الجزائر خلال مباراتى مصر والجزائر».
وقال
مصدر أمنى إن أجهزة الأمن حرصت على إتاحة الفرصة للتعبير عن غضبهم على
مسافة تبعد عن مقر السفارة بحوالى نصف كيلومتر، واستمر ذلك حتى فجر 20
الحالى.
«إلا أنه مع إصرار عدد من المصريين التقدم مباشرة إلى مقر
السفارة وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة نحو قوات الشرطة.. مما أسفر عن
إصابة أحد عشر ضابطا، وأربعة وعشرين من أفراد الأمن، وحدوث تلفيات بخمس
عشرة سيارة خاصة وشرطة، وكذا تهشم واجهات أربعة محال، ومحطة وقود، واثنتى
عشرة لوحة للإعلانات، مما اضطر قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين، وضبط
متزعمى أعمال الشغب وجار مباشرة النيابة التحقيق معهم»، على حد تعبير
المصدر الذى طلب عدم نشر اسمه. وتقدر الخسائر الأولية بعشرة ملايين جنيه.
وأشارت
الداخلية إلى أنه «التزاما بموقف مؤسسات الدولة وتقديرا لمشاعر جموع
المصريين إزاء ما تعرض له مشجعو الفريق المصرى من أعمال إجرامية وغير
متحضرة من مشجعى الفريق الجزائرى، فإنه فى ذات الوقت لا يمكنها التغاضى عن
دورها بحماية المصالح الخاصة والعامة والهيئات الدبلوماسية على أراضيها».
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى