تعددت أطباق البيض.. ومصر هي أمي

الثلاثاء أبريل 27, 2010 12:12 am

تعددت أطباق البيض.. ومصر هي أمي

يُحكى أن أنصار الشيخ الراحل "عبد الحميد كشك" تجمهروا عقب الإفراج عنه عام 1982 أمام مسجد "عين الحياة" في منطقة دير الملاك بالعباسية، عقب صلاة الجمعة، وظلّوا يهتفون مطالبين بعودته لموقعه كخطيب للمسجد.

وفجأة ظهرت سيارة نقل كبيرة محمّلة بالبيض، ووقفت على مقربة من المسجد، ونادى منادٍ أن البيض الطازج بنصف السعر الذي كان يُباع به البيض بالمجمعات الاستهلاكية في ذلك الوقت، وصمت المتظاهرون رويداً رويداً، ثم بدأوا يتسللون ببطء ناحية سيارة البيض، فشراء البيض بالطبع لن يقف حائلاً أمام استمرار المظاهرة.

دقائق قليلة والتفّ المئات حول السيارة، ومع نفاد البيض، حضرت قوات مكافحة الشغب، وهي على أهبة الاستعداد لخوض معركة حامية الوطيس مع المتظاهرين، ولكن ما حدث كان عجباً؛ فلقد وقف كل متظاهر من حاملي أطباق البيض الورقية ينظر تارة إلى الجنود وهم ينزلون من سيارات الأمن المركزي، وتارة أخرى إلى البيض الذي في يده، والذي حصل عليه بسعر (لقطة) ليتنبه إلى مصير هذا البيض في حالة الاستمرار في هذه المظاهرة، فما كان من المتظاهرين إلا أنهم بدأوا في الانصراف بدون صدام؛ لقناعة الجميع بأنه يمكن أن تتكرر المظاهرات، لكن البيض لن يُعوَّض!

الذي دفعني لتذكر تلك الواقعة هو اعتقادي بأن كلاً منا يحمل الآن طبق بيض يُعيقه عن الحركة، ورغم اختلاف أطباق البيض، تظلّ النتيجة واحدة، وهي وقوفنا "محلك سر"، نتحرّك داخل أحذيتنا -على رأي عم أيوب في مسرحية الجوكر- خوفاً على ما معنا من بيض.

قد يكون طبق البيض على شكل ارتفاع الأسعار الجنوني، ورفع أسعار الخدمات، وعمل المواطن المصري في أكثر من وظيفة، حتى يسدّ رمق أولاده، فهل ينتظر منه أن ينظر لأحوال الوطن؟! وقد استشرى فيه الفساد بكل أنواعه، هذا المواطن يحمل طبقاً مليئاً بالأعباء والمشاكل والهموم تجعله لا يُفكّر في إصلاح ولا تغيير ولا توريث ولا تحديث، كل همه هو تأمين الخبز والطعام والدواء والملبس والمسكن لأسرته.

وقد يكون طبق البيض على شكل نظام تعليمي متخلف، يشغله طوال العام بالامتحانات، ويرهقه بالدروس الخصوصية، ويرسل أبناؤه جثثاً لمنازلهم بعد ضربهم على القفا في المدرسة، تارة "يشيلوا سنة ساتة"، وتارة "يخلوا الثانوية العامة سنتين"، وتارة ولا أقول لكم "طبلي يا اللي مش غرمانة".

وقد يكون طبق البيض إعلاماً مضللاً -كما حدث في مباراة أم درمان الشهيرة، وما يحدث الآن من الأخ روراوة- لا يعطي للشعب لحظة للتفكير، أو حتى لالتقاط الأنفاس، فلقد وُزِّعت الأدوار بإتقان، فهذا مؤيد، وهذا معارض، وهذه برامج توك شو، تلعن سلسفيل الحكومة؛ لتنفيس الضيق الذي يعتري بعض المنتبهين لما يحدث داخل الوطن، والأستاذ الأرستقراطي محمود سعد، والسيدة الفاضلة منى الشاذلي خير دليل على ذلك.

وقد يكون طبق البيض إنفاقاً بلا حدود على فئة من الشعب، يهتم النظام بإرضائهم، أو قد تكون منحة لبعض الشرفاء والمعارضين في ترقية أو في بعثة لجهة رسمية بمرتبات خيالية أو منصب في هيئة وهمية، أو تعيين الأبناء والمحاسيب، وعندها لا يستطيع أحد أن يتحرّك؛ خوفاً من وقوع البيض، أقصد من ضياع المنصب أو الوظيفة؛ فهناك موظفون بالدولة تزيد مرتباتهم الشهرية على المليون جنيه، وهناك آخرون يتقاضون 40 جنيه، نعم أربعون جنيهاً، وحتى لم يحصلوا عليها منذ أكثر من 57 شهراً، نعم، ولماذا التعجب؟! إنهم العاملون المؤقتون بمركز الدعم الإعلامي للتنمية بـ"دكرنس" دقهلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، وعندما طرحت الموضوع على المسئولين بوزارة الزراعة ومجلس الوزراء، ردّوا عليّ بخطاب بعلم الوصول بأنه جارٍ تدبير الموارد -منذ 57 شهراً حصلنا خلالها على أكثر من بطولة في كرة القدم، ودُبِّرت الموارد لمنح اللاعبين المليونيرات مكافآت الفوز- بينما شكك السيناتور والإعلامي أحمد شوبير في دقة الرقم، وعندما واجهته بصحة معلوماتي لم يردّ على رسائلي، أين المستشار مرتضى منصور؟!

وقد يكون طبق البيض حصانة تفتح الأبواب المغلقة، وتحلّق بصاحبها في عالم المليارات، حيث تباع له أراضي الوطن، والتي دفع أولادنا دماءهم ثمناً لها بسعر جنيه واحد للفدان، وقد يكون نفوذاً يجعله الحاكم بأمره ونحن رعاياه.

وقد يكون طبق البيض خوفاً ورعباً من الأمراض التي زادت وانتشرت وتنوّعت، ما بين كبد، وكلى، وأنواع مستحدثة من الإنفلونزا ما أنزل الله بها من سلطان.

عموماً، تعددت أطباق البيض والنشيد الوطني واحد، "لا أرى لا أسمع لا أتكلّم"، ومصر هي أمي وعمي وأنور وجدي كمان.

لن أقول لكم كما قال "عادل إمام" في مدرسة المشاغبين: "كل واحد يخلّي باله من بيضه"، ولكن أقول وبالفم المليان:

لن تتقدّم بلادنا ويعود لنا مجدنا التليد، إلا بعد أن يضحي كل منا بطبق البيض الذي يحني ظهره.

فلقد وُلِدنا أحراراً، ويجب أن نظل أحراراً.
.
مش كده ولّا إيه؟
منقوووووووووووووووول يا جماعة اوعي حد يبلغ عني

الثلاثاء أبريل 27, 2010 1:58 am

ههههههههههههههههههه
انا اول واحد هيبلغ عنك
هههههههههههههههههههه
تسلم ايديكى ياست الكل
وده كلام جميل كلام معقول ماقدرش اقول حاجه عنه

تعددت أطباق البيض.. ومصر هي أمي

تعددت أطباق البيض.. ومصر هي أمي

رد: تعددت أطباق البيض.. ومصر هي أمي